ليس من السهل تعويض لاعبين عظماء بحجم لوكا مودريتش ونيمار دا سيلفا، لا شك بأن عشاق ومتابعي الكلاسيكو الليلة ومدربا الفريقين سيفتقدا كلا اللاعبين، ريال مدريد سيلعب بدون قائد خط وسط، وبرشلونة مجبر على التأقلم على اللعب بدون نيمار الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان.
أسلوب لعب الفريقين سيشهد بعض التغييرات في غياب اللاعبين، تغييرات طفيفة أو واضحة وجلية حسب أفكار المدرب.
ريال مدريد سيحتفظ بنفس أسلوبه، سيعتمد على الضغط العالي على فترات، وحين الحصول على الكرة سينطلق بأقصر الطرق بشكل مباشر نحو المرمى.
عدم الحصول على الكرة سيجعل الريال يتراجع تدريجياً لمناطقه للدفاع بخطة 4-4-2 ، سيبقى حينها رونالدو وبنزيما في المقدمة أمام خط دفاع برشلونة، فيما سيشكل رباعي خطي الوسط جدار منيع أمام خط وسط وهجوم برشلونة، بالمعنى أنه لن يكون هنا تغيير واضح على أسلوب اللعب أيضاً.
ما سيتغير أمر بسيط، ماتيو كوفاسيتش سيعوض لوكا مودريتش في التشكيلة الأساسية مما سيجعل الريال أكثر مباشرة نحو المرمى حينما يحصل على الكرة في مناطقه، وسيجعله مندفع أكثر لشن الهجمات المرتدة على مرمى برشلونة. كوفاسيتش يلعب كرة القدم بشكل عامودي بحت، ويملك القدرة على الانطلاق بها بمجهود فردي ونقلها لملعب المنافس.
كما أن توني سيصبح أقرب للجبهة اليمنى حين التراجع دفاعياً بخطة 4-4-2 وسيلتزم كوفاسيتسش وكاسيميرو بإغلاق العمق، هذا إن لم يلعب إيسكو ألاركون.
رحيل نيمار أمر مقلق بالنسبة لبرشلونة، البرازيلي كان يشكل قوة هائلة هجومياً على الجبهة اليسرى، كما أنه يوفر حل مثالي للاعبي خط الوسط على الجناح الأيسر حين تعرضهم للضغط العالي، دا سيلفا كان يريح لاعبي خط الدفاع وخط الوسط بالعودة لاستلام الكرة على الطرف الأيسر في مناطق برشلونة، ثم نقلها لملعب المنافس بمجهود فردي، أو على الأقل كسب خطأ تكتيكي يجبر المنافس على التراجع بضعة أمتار خلف الكرة.
هذا الدور سيكون غائب غداً كون البدلاء لا يتميزون بنفس صفات نيمار، لذلك هناك حل من إثنين، أن يشغل أندريس إنييستا الجبهة اليسرى حينما يمتلك برشلونة الكرة في وسط ملعبه، ويترك العمق لإيفان راكيتيتش وبوسكيتس مع تراجع ليونيل ميسي للخلف ليصبح قريباً منهما.
لاعبي ارتكاز برشلونة وخط دفاعه سيملكان حلول بالتمرير لميسي كنقطة للتعامل مع ضغط ريال مدريد العالي، أو إنييستا على الجبهة اليسرى لتأدية دور نيمار.
الحل الآخر أن يؤدي إنييستا دور ميسي أمام رباعي خط الدفاع ولاعبي الارتكاز ويبقى ليونيل خلفه أو يقترب منه تحسباً لأي طارئ، فيما يشغل ألبا وسيميدو دور نيمار على كلا الرواقين مع اقتراب سواريز وديولوفيو منهما نحو خط المنتصف.
في الحالة الهجومي شكل وجود نيمارثقل هائل في استغلال المساحات والمناورة والمراوغة، ومن المتوقع أن يحاول ديولفيو تغطية هذا العجز، أو أن يشغله إنييستا، مع ضرورة تغيير تعامل سواريز وميسي مع الحالة بالاقتراب من الجناح الأيسر وليس الاتجاه نحو العمق لانتظار الكرة العرضية الأرضية لأن بديل نيمار سيكون بحاجة حتماً للمساعدة.